وجه أحد أبناء الرس الشاعر صالح المزروع سهامه الملتهبة نحو عبدالله الرشيد , و قد تناول المزروع في ثنايا الرد على الرشيد فضل الشيخ الحناكي مطالبا بتكريمه
اتسم مقال المزروع بالحدة و بأسلوب لاذع انتقص فيه من الرشيد و محاربته لأهل الخير و رجال البذل كالشيخ الحناكي
و نحن بدورنا نقدم شكرنا و امتناننا لابن الرس الشاعر و المؤلف صالح المزروع بأن أوصل صوتنا نحن اهالي الرس الذي ينادي بتكريم كل باذل خدم المحافظة و اهلها و في مقدمتهم الشيخ صالح المطلق الحناكي
أترككم مع المقال
تعقيباً على الرشيد:
لماذا تجاهلت أبا الرس الشيخ الحناكي؟
سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على ما كتبه عبدالله صالح الرشيد في صحيفة الجزيرة في العدد 13458 بتاريخ 13-11-1430هـ وأود أن أعقب على ما سطره الرشيد تحت عنوان (هكذا تكون المواطنة وهذا دور الأثرياء المنتظر).بداية قال الرشيد سأدلي بدلوي بكل هدوء وبكل صراحة آملاً بأن أوفق بإضافة ولو النزر اليسير حول الموضوع وربما يعطي الآخرين الفرصة للإضاءة والإضافة بما يحقق المصلحة العامة بما يخدم الوطن والمجتمع وإيماناً مني بأمانة الكلمة وبأن الصراحة التي ذكرها الرشيد ليست قصراً عليه وأنه لا يكفي أن تكون صراحته مجرد أمل تخطه الأنامل في بداية مقال ولا كلمة تنطق أو عبارة تقال بل هي أمانة عظيمة. ومسؤولية جسيمة لا يقوى عليها مرضى النفوس ولا أصحاب الدسائس بل يخشونها فيحرفونها أو ينكرونها فمن عظمها (أي الصراحة) لم تكن مقصورة على شخص أو جماعة لما قد يشوبهم من جهل أو تجاهل أو تجرد من الواقع الذي لا يحتاج إلى برهان فالحقيقة لا يمكن حجبها بمقال عابر أو سطور مسمومة. إذ لا يعلو الحاجب على المحجوب والحقيقة ستبقى في عليائها وسطوعها وسطوتها، لا تداهن ولا تهادن فالحقيقة عنيدة شامخة وإن أرهقت حاجبها أو تسببت بتعريته.
وأعود إلى الموضوع وإن ما دفعني للرد هو الأخ عبدالله الرشيد قد اقر في ثنايا حديثه بمساهمات بعض الرجال الأوفياء تجاه وطنهم المعطاء من مشاريع ومساهمات خيرية في عدد من محافظات منطقة القصيم وذكر منها عنيزة والبكيرية وما قدم رجالها الكرماء من مساهمات سخية نسأل الله أن يرفعهم بها وأن يجزيهم بها خيراً في الدنيا والآخرة ولكن الأخ الرشيد خيب آمالنا نحن أهالي الرس وتجاهل مشاعرنا الفياضة ودعواتنا القلبية الصادقة لأبو الرس الحاني ورمزها الشامخ الشيخ صالح بن مطلق الحناكي. تجاهل تلك القامة الرفيعة. والعلم البارز حتى وهو يرقد على السرير الأبيض. أسأل الله العظيم أن يشفيه ويلبسه ثوب الصحة والعافية وأن يطيل بعمره على الطاعة.
أقول إن الرشيد نسي أن يذكر ما قدمه هذا الشيخ الجليل من مساهمات خيرية وإنسانية في كافة المجالات في محافظة الرس وليس في ذلك انتقاصاً للشيخ الجليل حفظه الله ولكن الرشيد فوت على نفسه الفضل والفخر من جهتين:
أولاً: بأن يذكر تلك الأعمال الجليلة التي لا تحجب بغربال شاكراً له ومعترفاً بفضله.
ثانياً: أن يوصل صوت أهالي الرس الذين ينادون بتكريم هذا الرمز والاحتفاء به كما هو حال المحافظات الأخرى التي كانت وفية مع رجالها فأقامت المحافل تكريماً لهم واعترافاً بفضلهم من جهة وتشجيعاً لغيرهم ليحذوا حذوهم من جهة أخرى. فنحن أهالي الرس كما نعول عليه وعلى غيره من الكتاب أن يسخر قلمه لخدمة الرس وللكتابة عن نواقصها أو حاجياتها وأن يكون صوتاً لها فليته سعى بقلمه (لا أقول بنفسه ولا بماله) لما فيه خير لها ولأهلها وان لم يكن منه خير فليمسك شره عنا ويشتد العتب حينما ينسى أبا الأيتام والأرامل وعضيد المحتاج والمعوز. هنا يأبى القلم إلا أن يستفهم عن الأسباب التي تدفع إلى تجاهل أحد أرفع القامات في محافظة الرس بل إلى محاولة التقليل والازدراء مما قدم ويقدم. أمنيتي أن لا ينطبق عليهم قول الإمام الشافعي:
وأنطقت الدراهم بعد صمتٍ
أناساً بعد ما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضلٍ
ولا عرفوا لمكرمةٍ ثبوتا
لا أعتقد أن الرشيد يجهل ما قدمه ويقدمه الشيخ الفاضل الحناكي من دعم سخي وما تبذله يده البيضاء لكل محفل أو مناسبة دينية أو اجتماعية تقام في محافظة الرس مبتغياً وجه الله عز وجل وفي الوقت نفسه أتعجب حينما أرى الرشيد يؤثر الصمت عن أولئك البخلاء الذين لم تنتفع المحافظة منهم بطوب واحد ولم يذق فقراؤهم منهم رغيف خبز أو قطعة لحم وكأنه بذلك يجرد نفسه قبل غيره ويجردهم من المسؤولية والواجب ولقد صدقهم الشاعر وصفاً فقال:
يا قائماً في بيته قاعداً
من غير ما معنى ولا فائدة
قد مات أضيافك من جوعهم
فاقرأ عليهم سورة المائدة
البعض نجده يسهب في التشكيك في جهود الآخرين ويطلق لقلمه العنان في اللمز والغمز بأعمالهم وهو لم يقدم ما ينفع محافظته ولو كلمة أو مقال (مجاني) لا يكلفه سوى حبر وورق وهؤلاء الذين يروق لهم انتقاص الفضلاء والتقليل من مكانتهم وأفضالهم غالباً ما نجدهم مفلسين في ذات المجال الذي يطالبون به وقد يصل الحال ببعضهم إلى النقيض تماماً.
بل لو أن جريراً بينهم لأنشد فيهم قوله:
قوماً إذا أكلوا أخفوا كلامهم
واستوثقوا من رتاج الباب والدار
قوماً إذا استنبح الأضياف كلبهم
قالوا لأمهم بولي على النار
فتمنع البول شحاً أن تجود به
وما تبول لهم إلا بمقدار
فعجباً ممن لا يجيد سوى اللمز والانتقاص فأصبح معول هدم لأبناء وأداة للتفرقة ونشر الضغينة ونجده أقل الناس بذلاً أو أعدمهم لم يشفع لنفسه بل قدم لها ما يحفظ الوجه في الدنيا ويسعدها في آخرتها فيحرم نفسه حتى التشبه بهم أو محاولة اللحاق بركبهم.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكرام فلاح
الشيخ صالح بن مطلق الحناكي علم من أعلام الرس رجل يعرفه الفقراء والأغنياء أبواب قلبه قبل منزله مفتوحة للجميع دون استثناء ما استنجد به ملهوف إلا أعطاه ولا ذو كربة إلا وقف معه وسانده ليس بالمال فحسب بل بالمال والجاه، يريد بذلك وجه الله عز وجل نحسبه والله حسيبه ولست بصدد ذكر مآثر هذا الرجل الفاضل حفظه الله فهو غني عني وعن أحرفي ولكن حتى أقطع الطريق على كل من يحاول أن يهمشه أو يقلل من أعماله السخية التي أصبحت شاهدة له أمام الله والناس أجمعين.
ختاماً لا شك أن تطاول بعض الأقزام على القامات الكبيرة لهو بمثابة التأكيد على مكانة أولئك الكبار ووسيلة لنشر فضائلهم، وقد صدق من قال:
كم ناقص دل على فاضل
دل على بيت كريم نباح
ورحم الله الشاعر حين قال:
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت
أتاح لها لسان حسود
لولا انشغال النار فيما جاورت
ما كان يعرف طيب عرف العود
وختاماً أحب أن أشيد بمن تجاهلت لما قدموه للرس وهم ورثة الشيخ ناصر بن عساف العساف رحمه الله، الشيخ محمد بن صالح العذل رحمه الله وأبناؤه من بعده، الشيخ خالد بن عمر البلطان ورجل الأعمال جاسر الحربش ورجل الأعمال الشاب بسام بن محمد الزايد، والشيخ محمد المزيني رحمه الله وكذلك لا ننسى ما قدمه أبناء الأمير حسين بن عساف العساف رحمه الله.
ومن النساء فإننا لا ننسى ما قدمته المحسنة هيا عساف العساف أمد الله بعمرها.أسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والسداد.
صالح بن محمد بن عليان المزروع
محافظة الرس ص ب 234
تعقيباً على الرشيد: