الحمد لله ..
في سلسلة الفتن التي تصيب الأمة , يستغل هذه المواقف أصحاب الأهواء , لتمرر أهدافها عبر مظلتها , مستغلون بذلك جهل الناس في زوايا هذه الفتنة وعدم خبرتهم فيها , وعاطفتهم في زاوية معينة منها .
فمثلا :
شبهة التكفير الخطيرة , التي عانينا منها في الفترة الأخيرة من تفجير وغيره , ظهرت طائفة تكتب بسم الحرب على التكفيريين وأمن الوطن وإذا تأملت في طيات الكلمات تجد هذا الكاتب يقصد الدين وأهله ودوائره بل يصل الأمر إلى مذهب الدولة وغير ذلك .
مما جعل بعض الناس يُشطب على كلمة " كفر" , وأن الإسلام لا يكفر أبدا , ليأتي أصحاب الأهواء في هذا المنعطف ليبثوا سمومهم وأهدافهم الخبيثة , مستغلون كلام العلماء والدعاة حول شبهة التكفير , ليضعها أصحاب الأهواء حول ما يريده من انحرافات , لأنه هو قد يكون وقع بأحد هذه النواقض التي تجعله في صفوف المرتدين عن الإسلام مثل الاستهزاء بأمور الدين كمثال .
ومن هذا المنطلق أحببت أن أطرح بين يدي أحبتي تذكير في نواقض الإسلام , والأعمال التي تخرج صاحبها من الإسلام , لذا يجب أن نعلم أن الإسلام يُُُكفر نعم يُكفر مَن يعمل أعمالاً تُخرجه عن دائرته أو يعوم في نواقضه , فالإسلام إذن يُُكفر فلماذا يسقط سهوا عندما نتكلم عن هذه القضية ؟!
ونبقى وإياكم مع السؤال القادم للعلامة ابن باز :
سؤال:
ما هي الأعمال التي إذا عملها المسلم يكون مرتداً عن الإسلام ؟.
الجواب:
الحمد لله
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله :
اعلم أيها المسلم أن الله ¬سبحانه¬ أوجب على جميع العباد الدخول في الإسـلام والتمسك به والحـذر مما يخالفه، وبعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم للدعوة إلى ذلك ، وأخبر عزّ وجلّ أن من اتبعه فقد اهتدى ، ومن أعرض عنه فقد ضل ، وحذر في آيات كثيرات من أسباب الردة، وسائر أنواع الشرك والكفر ، وذكر العلماء ¬رحمهم الله¬ في باب حكم المرتد ، أن المسلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض التي تحل دمه وماله ، ويكون بها خارجاً عن الإسلام ، ومن أخطرها وأكثرها وقوعاً عشرة نواقض ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره من أهل العلم ¬رحمهم الله جميعاً¬ ونذكرها لك فيما يلي على سبيل الإيجاز ، لتَحْذَرَها وتُحَذِّر منها غيرك ، رجاء السلامة والعافية منها ، مع توضيحات قليلة نذكرها بعدها :
الأول :
الشرك في عبادة الله تعالى ، قال الله تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يٌشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) النساء / 116 ، وقال تعالى :( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) المائدة / 72 ، ومن ذلك دعاء الأموات ، والاستغاثة بهم ، والنذر والذبح لهم كمن يذبح للجن أو للقبر .
الثاني :
من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ، ويسألهم الشفاعة ، ويتوكل عليهم ، فقد كفر إجماعاً .
الثالث :
من لم يُكَفِّر المشركين ، أو شَكَّ في كفرهم ، أو صحّح مذهبهم كفر .
الرابع :
من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه ، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه ، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر .
الخامس :
من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر ، لقوله تعالى : ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) محمد / 9 .
السادس :
من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه ، أو عقابه كفر، والدليل قوله تعالى : ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) التوبة / 65 و 66 .
السابع :
السحر ومنه الصرف والعطف ، فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قوله تعالى : ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ) البقرة / 102 .
الثامن :
مظاهـرة المشـركين ومعاونتهـم على المسـلمين، والدليـل قولـه تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) المائدة / 51 .
التاسع :
من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر ؛ لقوله تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) آل عمران / 85
العاشر :
الإعراض عن دين الله، لا يتعلمـه ولا يعمـل به ؛ والدليل قوله تعالى : ( ومن أظلم ممن ذٌكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون ) السجدة / 22 .
ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره، وكلها من أعظم ما يكون خطراً، وأكثر ما يكون وقوعاً . فينبغي للمسلم أن يحذرها ، ويخاف منها على نفسه ، نعوذ بالله من موجبات غضبه ، وأليم عقابه ، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم. انتهى كلامه رحمه الله .
ويدخل في القسم الرابع : من اعتقد أن الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس ، أفضل من شريعة الإسلام ، أو أنها مساوية لها ، أو أنه يجوز التحاكم إليها ، ولو اعتقد أن الحكم بالشريعة أفضل ، أو أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين ، أو أنه كان سبباً في تخلف المسلمين ، أو أنه يحصر في علاقة المرء بربه دون أن يتدخل في شؤون الحياة الأخرى .
ويدخل في القسم الرابع : أيضاً من يرى أن إنفاذ حكم الله بقطع يد السارق ، أو رجم الزاني المحصن لا يناسب العصر الحاضر.
ويدخل في ذلك ¬أيضاً ¬: كل من اعتقد أنه يجوز الحكم بغير شريعة الله في المعاملات ، أو الحدود ، أو غيرهما ، وإن لم يعتقد أن ذلك أفضل من حكم الشريعة ، لأنه بذلك يكون قد استباح ما حرم الله إجماعاً وكل من استباح ما حرّم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة ، كالزنى والخمر والربا ، والحكم بغير شريعة الله فهو كافر بإجماع المسلمين .
ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه ، وأن يهدينا وجميع المسلمين صراطه المستقيم إنه سميع قريب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
سماحة العلامة رحمة عبداللعزيز بن عبدالله بن باز " مفتي عام المملكة قبل وفاته " .
الإسلام سؤال وجواب
الفقير إلى رحمة ربه
رجل المستحيل